
ليلة زفاف تتحوّل إلى مأساة في الجنيد
متابعات _ الهدهد نيوز _ تحوّلت ليلة زفاف في مدينة الجنيد بولاية الجزيرة إلى كارثة إنسانية مروعة، بعدما أطلق أحد الحضور وابلًا من الرصاص العشوائي خلال مراسم الاحتفال، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، بينهم العريس نفسه.
وبحسب شهود عيان، فإن الجاني، وهو شقيق العريس، كان يطلق النار في الهواء باستخدام سلاح كلاشنكوف، تعبيرًا عن الفرح، لكنه فقد السيطرة على السلاح لتنهمر الطلقات وتصيب الحضور عشوائيًا. الحادث وقع في حي العمال، غير بعيد عن مصنع سكر الجنيد، وخلّف صدمة هائلة في أوساط المجتمع المحلي.
الضحايا شملوا الشابين “مدين كامل صديق” و”الواثق إبراهيم محمود”، واللذين فارقا الحياة فورًا داخل الحفل، بينما أصيب المواطن “خميس” من موقعه في سوق الجنيد، على بعد نصف كيلومتر من مكان الحادث، ما يعكس مدى خطورة الطلقات الطائشة. العريس نُقل للمستشفى، وأُفيد أن حالته مستقرة.
الأهالي وصفوا ما جرى بأنه لحظة مرعبة قلبت الفرح إلى عزاء، وتحولت أزقة الحي إلى ما يشبه ساحة حداد مفتوحة، حيث لفّ الحزن منازل بأكملها في مشهد لن يُنسى بسهولة.
السلطات سارعت إلى احتجاز المتسبب في إطلاق النار وفتحت تحقيقًا رسميًا لكشف الملابسات، وسط دعوات شعبية بتطبيق القوانين بصرامة تجاه استخدام السلاح في المناسبات، وتفعيل حملات “أفراح بلا سلاح” التي كانت قد أُطلقت في وقت سابق للحد من هذه الظاهرة.
مراقبون حذروا من أن إطلاق النار في الأعراس لم يعد مجرد طقس مرفوض، بل بات تهديدًا مباشرًا للأرواح. في المقابل، طالبت منظمات مجتمع مدني بضرورة سن قوانين أكثر حزمًا، وإدراج موضوع مخاطر إطلاق النار ضمن المناهج الدراسية وبرامج التوعية المجتمعية، حفاظًا على أرواح الأبرياء.
المأساة التي حلّت بأُسر الضحايا أعادت إلى الواجهة سؤالًا مؤلمًا: إلى متى تظل لحظات الفرح مرتبطة بسلوكيات مميتة؟ ومتى ندرك أن الرصاصة التي تنطلق بلا وعي قد تسلب حياة لا ذنب لها؟