
تمدد عمراني يهدد مطار الخرطوم
متابعات _ الهدهد نيوز _ تعتبر السلامة الجوية الأساس الحاكم في تشغيل المطارات الدولية، حيث تستند إليها المعايير الهندسية والملاحية التي تحددها منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) عبر الملحق 14 من اتفاقية شيكاغو. من بين أهم هذه المعايير وجود ما يُعرف بـ”الـ Clearway” ومنطقة الصعود أو الـ”Climb-out Area” في نهاية كل مدرج، وهي مناطق خالية من العوائق تتيح للطائرات الإقلاع والهبوط بأمان أو التوقف في حالات الطوارئ.
كما تُحدد هذه المعايير ارتفاعات المباني في محيط المطارات عبر أسطح مخروطية افتراضية، مثل الـInner Conical Surface وOuter Conical Surface، التي تُحسب انطلاقًا من أعلى نقطة في المدرج وتمتد خارجًا لحماية المسارات الرأسية للأداء الجوي.
لكن مطار الخرطوم، وهو منشأة وطنية وسيادية حيوية، يعاني من تمدد عمراني غير منظم حوله، حيث توجد مبانٍ مرتفعة داخل مجالات الإقلاع والهبوط، أبرزها مباني سكن الشرطة خلف السجن العمومي بمنطقة كوبر، ومبنى مستشفى الجيش الجديد، الواقعة تحديدًا ضمن فضاء الإقلاع الشمالي لمدرج 18.
هذه المنشآت تُعيق قراءات الأجهزة الملاحية الحساسة، خاصة نظام الهبوط الآلي (ILS)، مما يعرض عمليات الطيران لمخاطر تشغيلية خطيرة تهدد سلامة الطائرات والركاب.
وقد أبدت سلطة الطيران المدني السوداني اعتراضًا رسميًا على هذه الإنشاءات منذ بدايتها، إلا أن اعتراضها قوبل بالتجاهل، وهو ما يشكل مخالفة واضحة للقوانين الوطنية واللوائح الدولية التي تلزم بحماية أجواء المطارات من أية عوائق.
وتترتب على هذه التجاوزات تهديدات جمة، منها إعاقة مجالات الإقلاع، وزيادة مخاطر الحوادث، وتعطيل نظم الهبوط الدقيق، الأمر الذي يستدعي تحركًا عاجلاً لمنع استمرار هذا التعدي على سلامة الطيران المدني في السودان.