القدرات السودانية ترصد تحركات جوية مريبة في هذه المنطقة
متابعات _ الهدهد نيوز _ رصدت “القدرات العسكرية السودانية” تحركات جوية مثيرة للقلق في مطار الكُفرة الليبي، القابع في واحدة من أكثر النقاط الاستراتيجية حساسية على الحدود الثلاثية بين السودان وليبيا ومصر. وبحسب ما نقلته المنصة، فإن صور الأقمار الصناعية والمعلومات الميدانية كشفت عن نشاط غير اعتيادي لطائرات نقل عسكرية ثقيلة، بعد فترة طويلة من السكون المريب في المنطقة.
ووفقًا للتفاصيل، فإن طائرتين من طراز “إليوشن IL-76″ إلى جانب طائرات أنتونوف متعددة الأغراض ظهرت داخل المطار، وسط تحركات أرضية نشطة شملت معدات لوجستية يُعتقد أنها تُستخدم في دعم عمليات مسلحة قد تكون عابرة للحدود. هذه التطورات أثارت تساؤلات جدية حول احتمالات تورّط جهات إقليمية في تأجيج الصراع داخل السودان أو إعادة تدوير التمرد في حزام الفوضى الحدودي.
المنصة أوضحت أن تلك التحركات الجوية ليست معزولة، بل يُعتقد أنها جزء من شبكة إسناد تمتد من ليبيا وتعمل على دعم مليشيات متمردة في المناطق السودانية الحدودية، في ما وصفته بـ”منصة نشاط عدائي دائم” يُدار من مطار الكُفرة، الذي بات بحسب التحليل الأمني يشكل تهديدًا واضحًا ومباشرًا للأمن القومي السوداني.
وأشارت “القدرات العسكرية السودانية” إلى وجود ما يشبه غرفة عمليات إقليمية تقوم بتنسيق تحركات جوية وأرضية تنتهك السيادة السودانية وتُغذي بؤر التمرد. ولفتت المنصة إلى أن هذا النشاط يعيد إلى الأذهان سيناريوهات سابقة كانت فيها الحدود الليبية ملاذًا خلفيًا لحركات التمرد والأنشطة غير المشروعة.
ويأتي هذا التطور في وقت حساس للغاية، حيث تخوض القوات المسلحة السودانية معارك واسعة النطاق ضد المليشيا المتمردة، وسط محاولات لإعادة بسط هيبة الدولة على طول الحدود، لا سيما في مناطق تعاني هشاشة أمنية منذ سنوات.
التحركات في مطار الكُفرة تثير كذلك مخاوف من تدخلات أجنبية عبر بوابة الدعم اللوجستي أو العمليات الاستخباراتية، خاصة في ظل التداخلات الدولية المعقدة في الملف الليبي، وغياب الرقابة الفعلية على بعض المطارات والقواعد الجوية في الجنوب الليبي.
وتبقى الأسئلة الحاسمة معلقة: من يقف خلف هذه التحركات؟ وما الهدف الحقيقي من إعادة تنشيط مطار الكفرة عسكريًا؟ وهل باتت الحدود السودانية مفتوحة على سيناريو حرب بالوكالة؟
المراقبون يترقبون تحركات رسمية من جانب الحكومة السودانية، سواء على مستوى وزارة الدفاع أو الخارجية، للرد على هذا الخطر المتصاعد الذي قد يفتح الباب أمام مواجهات جديدة تعيد خلط الأوراق في المنطقة بأكملها.
