
ما لم تتوقعه.. ما حدث في مخيم اللاجئين السودانيين بتشاد هذا العام!
متابعات _ الهدهد نيوز _ في حادثة مؤلمة تعكس هشاشة الأوضاع الأمنية في مناطق اللجوء، أفادت مصادر محلية يوم الأحد بأن مجموعة مسلحة شنت هجومًا مباغتًا على أحد منازل اللاجئين في مخيم “أبوتنقي” شرق تشاد، ما أسفر عن مقتل طفل سوداني على الفور وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، وسط حالة من الذعر والصدمة بين سكان المخيم الذين يعيشون في ظروف مأساوية أصلاً.
ووفقًا لشهادات من داخل المخيم، فقد اقتحم المسلحون المجهولون المنزل في ساعة متأخرة من الليل، حيث حاولوا الاستيلاء على ممتلكات الأسرة تحت تهديد السلاح. إلا أن انتباه الجيران ومحاولتهم التدخل أربك المهاجمين، الذين ردوا بإطلاق النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى سقوط الطفل قتيلاً في لحظة مروعة، وإصابة آخرين، قبل أن يلوذ الجناة بالفرار دون أن يتم التعرف عليهم. وقد تم فتح بلاغ رسمي ضد مجهولين، فيما لا تزال التحريات جارية لتحديد هوية المنفذين.
هذه الجريمة تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تشهد تشاد تدفقًا غير مسبوق للاجئين السودانيين منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان في 15 أبريل 2023، والذي أدى إلى نزوح أكثر من 4.1 مليون شخص من ديارهم، منهم أكثر من 856 ألف لاجئ لجأوا إلى الأراضي التشادية، وفق ما أفادت به مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
الأوضاع في مخيم “أبوتنقي” باتت تثير قلقًا كبيرًا للمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي، في ظل تصاعد الانفلات الأمني، وتكرار عمليات النهب والاعتداءات الليلية التي يتعرض لها اللاجئون دون وجود حماية كافية. وتظهر التقارير الميدانية أن قوات الأمن المحلية تعاني من نقص الموارد والتجهيزات، ما يجعل السيطرة على المخيمات المفتوحة أمرًا بالغ الصعوبة، ويزيد من هشاشة اللاجئين الذين فروا من الحرب بحثًا عن الأمان، ليجدوا أنفسهم في دائرة جديدة من العنف والفوضى.
اللاجئون داخل المخيمات لا يواجهون فقط مخاطر أمنية، بل يعانون أيضًا من شح الغذاء، وضعف المساعدات، وسوء الخدمات الصحية، وهو ما دفع العديد منهم إلى إطلاق مناشدات للمجتمع الدولي لتكثيف الدعم وتوفير حماية حقيقية لهم. وتقول إحدى اللاجئات في تصريح لمصادر محلية: “هربنا من الحرب في السودان لنجد أنفسنا وسط رصاص جديد.. أين نذهب؟ من يحمينا؟”.
وفي سياق متصل، تواصلت حركة النزوح من دولة جنوب السودان إلى المناطق الشرقية من السودان، حيث تجاوز عدد اللاجئين في شرق دارفور حاجز الـ50 ألف لاجئ، ما يفاقم من تعقيدات الأزمة الإنسانية في المنطقة التي تعاني أصلاً من شح الموارد وبنية تحتية منهكة.
الحادثة الأخيرة تعيد إلى الواجهة الأسئلة الصعبة حول فاعلية المنظمات الإغاثية، ودور السلطات التشادية في حماية اللاجئين، كما تضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ جديد يتطلب تحركًا عاجلًا للحد من تصاعد الانتهاكات في بيئات اللجوء التي تحولت في كثير من الأحيان إلى ساحة للابتزاز والقتل والسرقة.