اخبار

مفاوضات سرية تقايض غزة بدارفور

متابعات _ الهدهد نيوز

 مفاوضات سرية تقايض غزة بدارفور

في تطور بالغ الخطورة، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة من مصر وقطر عن تحركات غير معلنة تجري في كواليس السياسة الإقليمية، تقودها الإمارات بهدف إعادة إدماج قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، في المشهد السوداني من خلال صفقة مثيرة للجدل تعرض بموجبها أراضٍ سودانية في إقليم دارفور لتوطين عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة، مقابل اعتراف أمريكي بشرعيته كفاعل سياسي.

 

 

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها هذه المصادر، فإن حميدتي، عبر وسطاء إماراتيين، قدّم عرضًا غير رسمي للإدارة الأمريكية يتضمن استعداده لاستضافة فلسطينيين في مناطق تحت سيطرته في السودان، كجزء من ما يُعتقد أنه مسار بديل في حال فشلت جهود وقف إطلاق النار في غزة. وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه قواته تراجعًا عسكريًا واضحًا أمام الجيش السوداني في عدة جبهات، ما يجعل من العرض محاولة لإنقاذ موقعه السياسي والعسكري بدعم إماراتي.

 

 

المصادر نفسها أشارت إلى أن واشنطن لم ترفض الاقتراح بشكل قاطع لكنها تعتبره غير قابل للتنفيذ في الوقت الراهن بسبب التحديات السياسية والإنسانية المحيطة به، خاصة في ظل موقف شعبي سوداني حازم يرفض بشدة أي مشاريع تهجير أو توطين أجانب على الأرض السودانية، في ظل النزاع المسلح القائم وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية داخل البلاد.

 

 

وفي الوقت الذي تمارس فيه الإمارات ضغوطًا دبلوماسية في دوائر القرار الأمريكية لإعادة تلميع صورة حميدتي دوليًا، مقابل مشاركته في هذه الخطة المثيرة للجدل، تبرز مواقف واضحة من الجيش السوداني والقوى المدنية والسياسية ترفض أي شكل من أشكال المقايضة بسيادة البلاد، وتعتبر المشروع مهددًا للأمن القومي، ومثيرًا لمخاوف واسعة النطاق داخليًا وخارجيًا.

 

 

المصادر أكدت أيضًا أن وساطة أبوظبي تأتي ضمن محاولة لفرض واقع سياسي جديد في السودان والمنطقة، مستغلة استمرار العدوان على غزة وتعقيد الملف الفلسطيني، لتمرير حلول بديلة تُصاغ في الغرف المغلقة وتفتقر لأي سند شعبي أو شرعية حقيقية.

 

 

وتبقى هذه التحركات بمثابة اختبار خطير لقدرة الشعوب على مقاومة الإملاءات الخارجية، حيث يتقاطع الملف السوداني مع تعقيدات الملف الفلسطيني في إطار ما يبدو أنه صفقة ظل تنطوي على مخاطر غير مسبوقة على السيادة السودانية ومستقبل القضية الفلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى