
السودان اليوم.. حصار خانق لأم درمان
الخرطوم – الهدهد نيوز
تشهد مدينة أم درمان، إحدى أكبر مدن العاصمة السودانية الخرطوم، تفاقمًا مقلقًا في انتشار وباء الكوليرا، في وقت يعاني فيه السكان من انعدام شبه كامل في الخدمات الصحية الأساسية وتلوث واسع في مصادر المياه، ما ينذر بكارثة صحية وبيئية متصاعدة.
وأعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان رسمي صدر يوم الخميس 23 مايو 2025، أنها رصدت أكثر من 2500 حالة يُشتبه في إصابتها بالكوليرا داخل ولاية الخرطوم منذ مطلع الشهر الجاري، مؤكدة أن هذه الأعداد مرشحة للارتفاع في ظل استمرار تدهور النظام الصحي، ونقص الإمدادات الطبية، وتعطّل البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
في هذا السياق، أطلق عدد من المتطوعين بمستشفى النو في أم درمان مبادرة شعبية بعنوان “دعونا نكافح وباء الكوليرا”، وتهدف الحملة إلى تعزيز الوعي الصحي بين المواطنين، وتقديم الإرشادات الوقائية، إلى جانب الإسهام في نقل المرضى إلى المستشفيات، وتوفير العناية الأولية، بل وحتى المساعدة في دفن الضحايا.
وأكد المواطن يوسف الجاك، من سكان الحارة الثامنة بمحلية كرري، في تصريح لموقع “الترا سودان”، أن المرض تفشى في أجزاء واسعة من المحلية، مشيرًا إلى أن مستشفى النو استقبل خلال يومين فقط مئات الحالات المشتبه في إصابتها، وسط شح كبير في الموارد وضعف الاستجابة الصحية.
وأشار الجاك إلى أن الحملة الشعبية تسعى لتوعية المواطنين بوسائل الوقاية من الكوليرا، ومنها غلي مياه الشرب، وتحضير محلول الملح والسكر لعلاج الجفاف، والامتناع عن تناول الأطعمة المكشوفة، والحرص على غسل اليدين باستمرار وطهي الطعام جيدًا.
ويرى مراقبون أن الأزمة الصحية الحالية ترتبط بشكل مباشر بأزمة المياه المزمنة التي تضرب العاصمة منذ أشهر، والتي تفاقمت بعد تعرّض محطات الكهرباء لهجمات بطائرات مسيّرة، ما أدى إلى توقف عدد من محطات الضخ الرئيسية عن العمل، ودفع المواطنين إلى اللجوء لمياه النيل كمصدر بديل، رغم تلوثه وخطورته على الصحة العامة.
ومع تعمّق الأزمة، أعلنت حكومة ولاية الخرطوم عن البدء في تنفيذ عدد من الحلول المؤقتة، أبرزها حفر آبار مياه جديدة وتوسيع شبكة الإمداد. إلا أن هذه الجهود لا تزال محدودة، حيث تقدر احتياجات الولاية اليومية من المياه بنحو مليوني لتر، في حين لا يتجاوز الإنتاج الحالي 500 ألف لتر، وفق تقديرات غير رسمية.
يُذكر أن تفشي الكوليرا ليس جديدًا على السودان، لكن الوضع الراهن يُعد من بين الأسوأ خلال السنوات الأخيرة، بسبب تردي الأوضاع المعيشية والانهيار شبه الكامل في منظومة الخدمات العامة، في ظل صراع مسلح دخل عامه الثاني.
الهدهد نيوز تتابع تطورات الأزمة الصحية في ولاية الخرطوم لحظة بلحظة، وسنوافيكم بالمزيد من المعلومات والتحديثات في تقاريرنا القادمة.