أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها في مخيم زمزم بسبب هذا الأمر
الهدهد نيوز _ أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها في مخيم زمزم بسبب تدهور الأوضاع الأمنية رغم تفشي المجاعة

متابعات _ الهدهد نيوز _ أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الاثنين، تعليق أنشطتها في مخيم زمزم الواقع بالقرب من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وذلك على الرغم من تفشي المجاعة في المنطقة. وأشارت المنظمة إلى أن الهجمات المتواصلة من قبل قوات الدعم السريع على المخيم في 11 و12 و17 فبراير الجاري جعلت من المستحيل الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية في مثل هذه الظروف الخطيرة.
ويواجه مخيم زمزم، الذي يبعد حوالي 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر، أزمة إنسانية ضخمة منذ أغسطس 2024، حيث يعاني السكان من مجاعة متفاقمة يتوقع أن تستمر حتى مايو 2025. ورغم الاحتياجات المتزايدة، اضطرت المنظمة إلى تعليق جميع أنشطتها في المخيم، بما في ذلك المستشفى الميداني، بسبب الهجمات المستمرة والصعوبات الأمنية التي تحول دون تقديم المساعدة بشكل فعال.
وقال بيان المنظمة إن المستشفى الميداني استقبل 139 جريحًا في الأسابيع الأولى من فبراير، معظمهم من المصابين بطلقات نارية وشظايا. وأضافت المنظمة أن المستشفى، الذي تم تصميمه لمساعدة في علاج أزمة سوء التغذية، لم يكن مجهزًا لإجراء العمليات الجراحية المعقدة أو التعامل مع الحالات الحرجة.
مخيم زمزم، الذي يضم حوالي نصف مليون نازح، استقبل عددًا كبيرًا من الفارين من مناطق أبو زريقة وشقرة وسلومة، التي تعرضت للهجوم من قبل قوات الدعم السريع. هؤلاء الفارون يواجهون ظروفًا معيشية صعبة، حيث يضطرون للعيش في المدارس أو تحت الأشجار، في ظل استمرار القصف والاعتداءات. وأفاد النازحون بأنهم تعرضوا للقتل والنهب والعنف الجنسي، بالإضافة إلى حرق مساكنهم.
وفي بيان آخر، كشف رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان، يحي كليلة، عن وفاة 11 مريضًا، بينهم 5 أطفال، بسبب عدم قدرة المنظمة على توفير العلاج اللازم لهم أو إحالتهم إلى المستشفى السعودي في الفاشر. وقال إن المنظمة تعرضت أيضًا لهجوم في ديسمبر ويناير الماضيين عندما كانت سيارات الإسعاف تنقل المرضى إلى المستشفى السعودي.
وأكد كليلة أن الوضع في زمزم أصبح أكثر تعقيدًا وخطورة مع اقتراب المعارك إلى المخيم، مما جعل من الصعب تقديم الدعم اللازم أو إرسال الإمدادات الطبية بشكل آمن. وأضاف أن المنظمة لا تستطيع ضمان سلامة موظفيها أو المدنيين في المخيم في ظل غياب الأمن.
وفي ختام البيان، دعا كليلة جميع الأطراف المسلحة إلى حماية المدنيين وتمكين الراغبين في الفرار من المخيم من القيام بذلك بأمان، معبرًا عن قلقه الشديد حيال الوضع في المخيم الذي أصبح نقطة مواجهة مباشرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.