هل تعرف لماذا لا تقوم الدول بطبع المزيد من الأموال للتخلص من الديون أو المجاعات؟

0

هل تعرف لماذا لا تقوم الدول بطبع المزيد من الأموال للتخلص من الديون أو المجاعات؟ تعاني العديد من الدول من أزمات اقتصادية طاحنة وبعض هذه الدول تعلن إفلاسها. ولا تستطيع سداد الديون الخارجية، أو سداد مرتبات الموظفين أو العاملين بالدولة. ليبقى السؤال الملح هو ” لماذا لا تقوم الدول بطبع المزيد من الأموال للتخلص من الديون أو المجاعات؟”. ولماذا تترك نفسها وتعلن إفلاسها. ما دام لديها طابعة الأموال الرسمية؟. واجهت العديد من الدول صعوبات اقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية. أجبرت دولة ألمانيا على توقيع معاهدة ” فرساي” ودفع تعويضات حربية قدرها” 132 مليار دولار مارك ذهبي “. بما يعادل اليوم 269 مليار دولار. وكانت دولة ألمانيا في ذلك الوقت تعاني أزمات اقتصادية طاحنة. مما جعلها تقدم على طبع الأموال لتسديد الديون، فقد اتخذت جمهورية ” فايمار” قرار بطبع الكثير من الأموال لتسديد الديون. ودفع تعويضات الحرب.

التضخم المالي

ونتيجة لذلك، فإنه وبحلول شهر نوفمبر عام 1923 أصبح السنت الأمريكي الواحد يعادل 46 مارك ذهبي. وفقد المارك الألماني قيمته. مما جعل الحكومة الألمانية تضطر إلى طباعة بما يعرف بـ ” عملة الطوارئ”. وهذه العملة تطبع على القطع الخشبية وعلى الألومنيوم، وأوراق اللعب. وتم تناول هذه العملة بين الشعب على أنها أوراق غير رسمية. واستمر الوضع حتى عام 1933، تم انتخاب أدولف هتلر. قام بإلغاء جميع التعويضات التي فرضت على ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وقد اشتركت زيمبابوي في حرب الكونغو الثانية عام 2000 ارتفعت رواتب الموظفين. ولم تمتلك الدولة القوة المالية الكافية لتسديد رواتب الموظفين. مما جعلها تقدم على طباعة المزيد من الأموال. لتلبية احتياج الدولة، أدى ذلك إلى التضخم المالي في الدولة. وقدر حجم التضخم في دولة زيمبابوي عام 2008 بـ 79.6 مليار في المئة. وأما الآن فقد وصل التضخم فيها إلى سيكستليون في المئة. وقد طبعت عملة في زيمبابوى بـ” 100″ تريليون دولار.

هل تعرف لماذا لا تقوم الدول بطبع المزيد من الأموال للتخلص من الديون أو المجاعات؟

باتت العملات التذكارية تباع للسائحين، ولكن في 2009 بدأت دولة زيمبابوي بتداول العملات الأجنبية بدلا من عملتها. وأما فنزويلا فقد دخلت أزمة طاحنة. تسبب في التضخم المالي في الدولة، كلمة التضخم نسمعها كثيراً. ومعناه مقياس كمى يعبر عن ارتفاع الأسعار، وانخفاض في قيمة العملة. ويختلف معدل التضخم في كل عام. فمثلا الولايات المتحدة الأمريكية لديها تضخم 3.2 في المائة. مما يعني أن السلع التي تكون بـ 100 دولار في العام الحالي سيكون سعرها في العام القادم بـ 103.

قوة العملة المحلية

النقود ليست حقيقة على أي حال. مما يعني أن طباعة المزيد منها لن يحدث فرقا في الثروة الفعلية لأي بلد. ومعروف أن زيادة العرض يؤدي إلى انخفاض الطلب. مما يعني أن زيادة حجم الأموال في الاقتصاد يؤدي انخفاض قيمة العملة. وبالتالي فإن الدولة التي لا تطبع الأموال بشكل عشوائي قادرة على شراء الكثير من العملة التي تطبع الأموال بشكل عشوائي. وتلعب الأحداث العسكرية والحربية عامل أساسي في قوة العملة المحلية. وعندما تطبع الدولة المزيد من الأموال كل يوم فإن كل الأشخاص يصبحون أغنياء. وبالتالي لن يلبوا احتياجات البلاد، كما أن طباعة الأموال بكثرة يؤدي إلى زيادة التضخم. وبالتالي قلة قيمة الأموال. ولذلك تجد السياسيين والخبراء يحذرون من طباعة المزيد من الأموال للتخلص من الديون أو المجاعات.

الهدهد نيوز .. وجهة جديدة فى عالم الصحافة الرقمية المتطورة
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اكتشاف المزيد من الهدهد نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading